"لن ننسى...قضية العرب الأولى"
الأديبة حفيظة قاره بيبان






تعد "بنت البحر" الاديبة حفيظة قارة بيبان من أهم كاتبات تونس . تتميز كتاباتها بحضور قوي للطبيعة من خلال تعابيرها المختلفة باسلوب شاعري. من أهم مؤلفاتها " الطفلة انتحرت"،"دروب الفرار"،"مرام و الفراشة"، "عروس فلسطين"، " في" ظلمة النور" . هي كذلك عضو رابطة الكتاب الأحرار ومن الفاعلين في النشاط الثقافي في ولاية بنزرت التي نظمت مؤخرا تضاهرة "لن ننسى..القضية الفلسطينية". التقتها عرابيا للحديث عن التظاهرة و القضية و الراهن الثقافي فكان نص الحوار التالي:


'' بنت البحر'' حفيظة قارة بيبان أنت أديبة وناشطة في الحقل الثقافي ، كيف جاءت فكرة تنظيم تظاهرة ''لن ننسى'' ؟

- الفكرة موجودة منذ مدة. و هي نابعة من إيمان عميق بدور الثقافة والفنون في مقاومة الاستلاب الذي نساق إليه بطرق مختلفة . وبالتالي هي سعي لتحقيق حرية الفكر ودعم قضايا الحرية خاصة القضية المركزية لدى العرب قضية فلسطين . تساؤل دائم كان يلح علي ، لماذا لا تكون مدينة الجلاء ، مدينة الشهداء التي همّشت طويلا ، مركز ندوة ثقافية عربية ، لدعم قضايا الحرية ؟...
لماذا لا يكون تاريخ 28 أوت 1982 يوم استقبلت مدينة بنزرت ما يزيد عن ألف فلسطيني مهجرين من بيروت المحاصرة من القوات الإسرائيلية لتصبح تونس لهم ملجأ جديد ؟...
لماذا لا يكون هذا التاريخ الذي وشم في ذاكرة المدينة موعدا لمساندة قضية فلسطين بصفة خاصة ؟ ..وذلك من خلال تظاهرة تلتقي فيها الفنون المختلفة التي تخاطب العقل الواعي والوجدان الإنساني ؟...
هذا المشروع لقي كل الترحاب من المندوب الثقافي ومن الهياكل الفاعلة المختلفة .
وهكذا انطلق التعاون بين كل الأطراف لتنظيم تظاهرة كبرى تجمع بين مختلف الفنون وتتوجه إلى كل الأعمار؟...

ماهي الأهداف من مثل هذه التظاهرة الثقافية التي تعنى بالشأن العربي و التي تحصل لأول مرة في بنزرت؟

- أولا : إحياء ذكرى هامة تونسيا وعربيا وعالميا وتعريف الشباب بها .
ثانيا دعم تونس الثورة للقضية الأولى لدى العرب ( والتي لخّصت بضياع فلسطين مدى التقهقر العربي ) .
ثالثا تقديم برنامج ثقافي راق . فالثقافة تظل أهم معبّر عن تقدم الشعوب وأكبر حافظ للتاريخ والهوية كما أنها المجال الرحب لتأكيد حرية الإنسان.

شهدت مدينة بنزرت في الآونة الأخيرة اعتداءات كبيرة على التظاهرات والأنشطة الثقافية وآخرها تظاهرة '' الأقصى '' والإعتداء على سمير القنطاوي ..ما موقفك ممّا حدث؟

-بأعلى صوتي وبكل جوارحي أندد بما حدث .وأدين بكل قوة الأطراف التي تستغل الأوضاع المتردية لبعض الشباب وتستعمل الدين مطيّة لنشر الأكاذيب وتعمية الأبصار، وبث الفوضى في مجتمع مسالم ،ثار وانتصر بطريقة أبهرت العالم.

تظاهرة أطلق عليها '' لن ننسى '' تنظم في دورتها الأولى ، ماذا تريدون أن تقولوا بهذا الشعار ؟

-'' لن ننسى '' هي محاولة لإنارة ذكرى لا تنسى، جمعت بين الفلسطينيين والتونسيين في إحدى المحن العربية . وهي أيضا حفظ للذاكرة وإحياء للتاريخ من خلال شهادات الفلسطينيين . '' لن ننسى '' وسيلتنا لتكون الثقافة المتجددة الواعية جسرنا للنجاة وسلاحنا ضد الخطر وزادنا لإنقاذ الإنسان .

ما سر اعتذار كاميليا جبران عن حفل الإختتام ..ألا ترين أنه جاء على خلفية الإعتداءات السلفية الأخيرة على معظم التظاهرات في بنزرت تقريبا ؟

-اعتذرت كاميليا جبران لأسباب تقنية ولكننا ندرك، أن كاميليا جبران وبعض الضيوف الآخرين قد اعتذروا ، للأسف جرّاء ما حدث في بنزرت .

أستاذة حفيظة ، كأديبة وناشطة في الحفل الثقافي . كيف ترين الواقع الثقافي الراهن ؟

-أشعر بالخطر ... الطاقات في كل الفنون والميادين تنبض حماسا وشوقا للتعبير عن وجودها في فضاء حرّ .
ولكن هذا المدّ السلفي الذي تتساهل معه الحكومة والذي تدعمه أطراف خارجية تخشى نجاح ثورة تونس .... هذا المدّ الذي يلبس جبّة الدّين ويحشر أنفه في الميدان الثقافي ، يثير المخاوف ، ويدعو للتصدّي له بكل جدّ من الأطراف المسؤولة ، حتى لا يتحول بلد التسامح ودين التسامح والرحمة إلى نقيضه .

نجد ان معظم كتاباتك تهتم بالوجع العربي ..ما سر ذلك؟

-صحيح .. معظم كتاباتي تحمل أوجاع وصراعات الإنسان العربي وتحاول أن تقاوم من خلال الكلمة بأدوات الأدب الجمالية ..و تبقى القضية الفلسطينية قضية كل العرب و هاجس كل حر. ودور الكاتب ايصال هذا الهاجس من خلال أعماله.

ما جديدك في الكتابة ؟

-بعد رواية دروب الفرار ستصدر هذا الأسبوع روايتي الجديدة بعنوان '' العراء '' هذه الرواية حاملة للهمّ الفلسطيني ولصراع الإنسان مع قدره .



حافظ علياني
حوار-جريدة عرابيا
02/09/2012


______________________